تحت المجهر - المرحلة الثالثة : النمو من خلال تخويل السلطة- نموذج جرينر لنمو المؤسسة
لكي يتم حل أزمة الإدارة الذاتية المستقلة على المؤسسات أن تقوم بتخويل السلطة إلى صغار المدراء بشتى الوظائف التشغيلية والإدارات ثم تربط سيطرتهم المتزايدة على نشاطات المؤسسة بنظام للمكافآت لتكريم ومكافأة جهودهم ومساهماتهم. (أنظر الخاطرة المتعلقة بأداء الموظف وتقييمه ) من ثم ، فعلى سبيل المثال، قد يتلقى المدراء والموظفون علاوات أو أسهما ترتبط مباشرة بأدائهم في العمل.
لذلك ففي مرحلة النمو من خلال تخويل السلطة، يتم منح قدر أكثر من الإدارة الذاتية المستقلة والمسؤولية إلى المدراء على كافة المستويات والوظائف. بالتوجه نحو تشكيل فريق الإنتاج أو التشكيل المتعدد الأقسام، على سبيل المثال، يمثل أحد الطرق التي تتمكن المؤسسة من خلالها الإستجابة إلى ضرورة تخويل السلطة. حيث أن هذين التشكيلين بامكانهما خفض الوقت اللازم لطرح منتجات جديدة في السوق، أو لتطوير عملية صناعة القرارات الاستراتيجية، بالإضافة إلى تشجيع مديري الإنتاج ومديري الأقسام لاختراق الاسواق والاستجابة سريعا لتلبية احتياجات العملاء. في هذه المرحلة من نمو المؤسسة، يتدخل مدراء الإدارة العليا في عملية صناعة القرارات فقط عند الضرورة. فالنمو من خلال تخويل السلطة يمكن كل قسم وكل إدارة للتوسع تلبية لاحتياجات وأهداف كل منها، وفي الغالب لا يسير نمو المؤسسة في هذه المرحلة بخطى سريعة. لكن سرعان ما يواجه نجاح المؤسسة أزمة أخرى مرة ثانية. حيث أن النمو السريع المفاجئ قد يجعل كبار المسئولين يشعرون بفقدان السيطرة على المؤسسة بأكملها.
أزمة السيطرة:
عندما يتنافس كبار المسئولين مع مدراء التشغيل ، وعندما يتنافس المدراء الإقليميون مع مدراء الإدارات للسيطرة على موارد المؤسسة، يسفر هذا التنافس عن أزمة تسمى بأزمة السيطرة. فالحاجة لمعالجة أزمة الإدارة الذاتية المستقلة من خلال تخويل السلطة إلى صغار المديرين من شأنه زيادة سلطتهم وسيطرتهم على موارد المؤسسة. كما يحب صغار المدراء هذا القدر الزائد من السلطة لكونه من الهيبة والنفوذ، كما أنه يعد سبيلا للوصول إلى المكافآت القيمة. فإذا ما استخدم هؤلاء المديرون هذه السلطة على موارد المؤسسة من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية على حساب أهداف المؤسسة، تصبح المؤسسة أقل فعالية. لذا فإن صراعات السلطة للسيطرة على موارد المؤسسة قد تنشب بين كبار المسئولين وصغار المدراء. أحيانا خلال هذا الصراع يحاول كبارالمسئولين إعادة تطبيق مركزية صناعة القرار واستعادة كافة السيطرة على جميع نشاطات المؤسسة. مع ذلك تبوء هذه المحاولة بالفشل، لأنها تأتي ثانية بأزمة الإدارة الذاتية المستقلة، فكيف تتمكن المؤسسة من علاج أزمة السيطرة كي تستمر في نموها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق