قبل فوات الاوان
ورأيت أن أوضح ما عنيته في كلامي السابق
إن الجيل الحالي من الإداريين او أصحاب القرار في المؤسسات الخليجية هم من النخبة الذين ينقسمون الى ثلاثة اقسام:
القسم الأول العصاميين الذين قاموا ببناء مؤسسات كبرى إعتمادا على تراث عريق من الخبرة التي إعتمدت على موروثات عائلية (مثل الخرافي والبحر والغانم) . أو مكتسبات الخبرة الطويلة التي استلزمت ان يمر اصحاب القرار هؤلاء بجميع مراحل الإرتقاء الوظيفي من عامل بناء او فاعل في إحدى المؤسسات الى رئيس مجلس إدارة في أكبر المؤسسات المالية في المنطقة او أكبر المؤسسات العقارية وما شابهه (مثال على ذلك الراجحي والموسى إلخ.
أما القسم الثاني من القياديين واصحاب القرارات في المؤسسسات بقسميها الحكومي والخاص فهم من الجيل الأول الذي سنحت له الفرصة ان يتلقى العلوم الإدارية والتقنية في بلاد الغرب والجامعات المحلية. وهذا القسم من صانعي القرار عند عودته الى حقل العمل تم إستغلال خبراته و مهاراته مباشرة وذلك بتسليمه المناصب القيادية منذ تخرجه وذلك لسببين الأول نبوغه في هذا المجال والآخر لتميزه من حيث قلة عدد الخريجين في ذلك الوقت.
أدى هذا الامر الى تولية هذه المجموعة من المسؤليات ما كان شاغل لهم عن تطوير مهاراتهم حسب آخر اساليب الادارة الحديثة إلا ما ندر. وأدى ذلك الى وجود سوق للمؤسسات التي توفر ما يغطي هذا النقص في المهارات الإدراية مثل (مؤسسة الدكتور طارق السويدان والدكتور الراشد). إلا ان الإقبال على هذه المؤسسات وإستغلال الخدمات الى اقصى حدودها لازال في بداياته وبحاجة الى ما يوجد الحاجة إليه أو يبرز دواعيه.
القسم الثالث من القياديين فهم حديثوا التخرج والذين يتمتعون بالشهادات العليا. إلا انهم لا يتمتعون بالخبرة التي يتطلبها المنصب العالي الذي يطمحون له. حيث انهم وبسبب درجاتهم التعليمية العالية فإنهم سيرغبون عن إستلام المناصب غير القيادية او الإشرافية. فتعليمهم النظري وحتى العملي قد لا يغطي المراد من الخبرة المحلية التي تحتاجها المؤسسات الخليجية.
المتمعن في الأقسام السابقه من الناحية الزمنية يجد ان المشكلة التي سيعاني منها العالم الغربي من تقاعد من يسمون "بيبي بومرز" لا تختلف كثيرا عن مشكلة تقاعد "الإحالة على المعاش" لمخرجات طفرة النفط الاولى في دول الخليج.فهل سنستبق مشكلة فقدان موارد المؤسسات الفكرية بتقاعدها قبل فوات الأوان أم ستصبح فرصة تجار ية لمن يريد أستغلالها بفتح دور للعجزة التي ستكون غريبة جدا عن مجتمعاتنا وتقاليدنا وتقارب الأسرة الخليجية.
تحياتي
غازي هادي الوادي
غ. و الفضلي